تُعد قسطرة القلب من أهم الإجراءات الطبية المستخدمة لتشخيص وعلاج أمراض القلب، خصوصًا انسداد الشرايين التاجية. وقد ساهمت هذه التقنية في إنقاذ حياة الملايين حول العالم بفضل دقتها وسرعتها في كشف المشكلات القلبية. في هذا المقال، نُقدّم لك كل ما تحتاج معرفته عن قسطرة القلب، من التعريف إلى الخطوات والمخاطر والتعافي.
ما هي قسطرة القلب؟
قسطرة القلب (Cardiac Catheterization) هي إجراء طبي يتم فيه إدخال أنبوب رفيع ومرن يُسمى “القسطرة” إلى أحد الأوعية الدموية (عادة في الفخذ أو الذراع)، وتوجيهه إلى القلب من أجل:
تشخيص انسدادات أو ضيق في الشرايين التاجية
قياس ضغط الدم داخل غرف القلب
تقييم عمل عضلة القلب
حقن صبغة لتصوير الأوعية الدموية بالأشعة (تصوير الشرايين التاجية)
إجراء تدخلات علاجية مثل تركيب دعامات
دواعي إجراء قسطرة القلب
يطلب الطبيب إجراء قسطرة القلب عند ظهور أعراض أو حالات مثل:
آلام في الصدر (ذبحة صدرية)
ضيق التنفس غير المفسر
نتائج غير طبيعية في تخطيط القلب أو اختبارات الجهد
الإصابة بنوبة قلبية
فشل القلب أو ضعف عضلة القلب
قبل بعض العمليات الجراحية القلبية
أنواع قسطرة القلب
قسطرة تشخيصية:
تُستخدم لتصوير الشرايين وفحص وظائف القلب فقط دون أي تدخل علاجي.
قسطرة علاجية (تداخلية):
تُستخدم لعلاج انسداد الشرايين عبر توسيعها بالبالون وتركيب دعامة.
قسطرة قلبية للأطفال:
تُستخدم لتشخيص أو علاج العيوب الخلقية في القلب.
خطوات إجراء قسطرة القلب
التحضير:
الصيام قبل الإجراء، توقيف بعض الأدوية، وإجراء تحاليل دم.
التخدير الموضعي:
غالبًا ما يُستخدم تخدير موضعي فقط في منطقة إدخال القسطرة.
إدخال القسطرة:
عبر الشريان الفخذي أو الكعبري (الذراع)، وتوجيهها حتى تصل إلى القلب.
حقن صبغة تصوير:
تُحقن مادة تباين لتصوير الأوعية والشرايين بواسطة الأشعة السينية.
التدخل العلاجي (إذا لزم):
مثل فتح الشريان باستخدام بالون أو تركيب دعامة معدنية.
إنهاء الإجراء:
إزالة القسطرة والضغط على موضع الإدخال لمنع النزيف.
فوائد قسطرة القلب
تشخيص دقيق لحالة الشرايين ووظيفة القلب
علاج فوري للانسدادات أثناء نفس الجلسة
بديل أقل خطورة من جراحة القلب المفتوح
تعافٍ سريع ومضاعفات أقل في معظم الحالات
المخاطر والمضاعفات المحتملة
رغم أنها آمنة بشكل كبير، إلا أن قسطرة القلب قد تتسبب في:
كدمات أو نزيف في موضع الإدخال
عدم انتظام ضربات القلب
حساسية من صبغة الأشعة
تلف في الشريان أو تمزق (في حالات نادرة)
نوبة قلبية أو جلطة (نادرًا جدًا)
فترة التعافي بعد قسطرة القلب
يمكن للمريض مغادرة المستشفى خلال نفس اليوم أو اليوم التالي
يُطلب تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو بذل مجهود لمدة يومين
يُفضل المتابعة مع طبيب القلب لمراجعة النتائج ووصف العلاج المناسب
العودة للعمل والنشاط الطبيعي خلال 2–5 أيام عادةً
نصائح بعد قسطرة القلب
شرب كميات كافية من الماء لطرد صبغة الأشعة
مراقبة موضع الإدخال بحثًا عن أي انتفاخ أو احمرار
الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة (مثل مميعات الدم)
اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة والرياضة الخفيفة
الإقلاع عن التدخين والابتعاد عن التوتر
خاتمة
قسطرة القلب تُعد من الإجراءات الطبية الآمنة والدقيقة، وقد غيّرت طريقة تشخيص وعلاج أمراض القلب بشكل جذري. فإذا كنت تعاني من أعراض قلبية أو لديك تاريخ عائلي مع أمراض الشرايين، فإن قسطرة القلب قد تكون خطوة حاسمة في الحفاظ على حياتك.
لا تؤجل استشارتك الطبية – اكتشف وضعك الصحي الآن وابدأ طريق العلاج بثقة.